تحول سخط عدد من الشباب إلى سخرية مريرة، حولوا من خلالها ساحات المنتديات والرسائل الإلكترونية إلى مسرح دارت عليه مسرحية هزلية أبطالها المسئولون عن شوارع الرياض التي هزمتها الأمطار، بينما أصبحت أسماء الشوارع أسماءاً لفصول هذه المسرحية.
فكعادتهم حول البعض من ما أطلقته عليه وسائل الإعلام " كارثة سيول الرياض"، إلى نكات ، لم يرحم فيها المازحون بعض المسئولين الذين ذكروا بأسمائهم، ومناصبهم كجزء من دعابتهم.
ويقول أحد المشاركين في احد المنتديات إن الشعب السعودي يتعامل مع " مصائبه" بروح رياضية، في حين يرى مشارك آخر أن هذه النكات ماهي إلا تعبير بسيط عن عدم الرضا عن الخدمات التي لم تتمكن من مواجهة الأمطار.
وينقل عضو في احد المنتديات بعض هذه النكات والتي تتحدث عن تعيين الكابتن " نامق" وهو إحدى الشخصيات الكرتونية الشهيرة لتوجيه المواطنين في شوارع الرياض.
ولم يغب عن ذهن بعض رواد المنتديات نظام "ساهر" الذي بدأ العمل فيه قبل أيام قليلة من حادثة الأمطار التي عطلت المرور في عدد من الشوارع الرئيسية في العاصمة، فبحسب إحدى النكات التي نقلها أحدهم , أن نظام ساهر سيطبق على المركبات البرية والبحرية، في إشارة إلى الحاجة إلى مركبات بحرية في ظل غياب نظام تصريف الأمطار، بينما تذكر نكته أخرى أنه تم تبديل نظام ساهر بنظام آخر يدعى " غاطس".
سرعة البديهة والروح الساخرة التي كشفت عنها الأمطار لم تتوقف عند النكات بل أرفق بعض الأعضاء صورا لبعض الأهالي ممن حولوا الأمطار فرصة للممارسة السباحة أو التنزه بجوار المياه، خاصة وأن الرياض مدينة صحراوية، مشيرين إلى أن السكان أصبح بإمكانهم التمتع بجو بحري من خلال إقامتهم في إحدى الأحياء التي تعرضت للغرق بسبب السيول.
ولأول مرة غاب " مقطع هتلر" الشهير الذي أستعين به في الكثير من المواقف التي مرت على الساحة السعودية، ومنها الجدل الذي دار بين شركتي الاتصالات وموبايلي ومن ثم تم الاستعانة به كتعبير عن سخط أهالي جدة بعد كارثة السيول التي أدت إلى وفاة العشرات وتدمير مئات البيوت، في الوقت الذي اكتفى فيه البعض بنقل صور السيول على موقع اليوتيوب مرفقا بنشيد صوتي ديني يدعو البعض لمراجعة أعمالهم والتوبة إلى الله.
يشار إلى أن فرق وطيران الدفاع المدني بالرياض تمكنت من إنقاذ 317 شخصا نتيجة الأمطار التي هطلت على مدينة الرياض أمس الخميس، حيث جندت ما يزيد عن 1500 عنصر من عناصرها بالإضافة إلى تسخير كافة الإمكانيات الآلية والبشرية بما يزيد عن 150 آلية ومعدات من العربات ذات الدفع الرباعي وقوارب ومعدات ثقيلة تعمل مع الفرق الميدانية إذا دعت الحاجة لها.
وتركزت هذه الأمطار في الأجزاء الشرقية من المدينة وقد كان معظم هذه الحالات في استراحة ومتنزهات برية وبعض المواقع الأخرى، وشهد أيضا إخلاء مجموعة من الأطفال وكبار السن وبعض الأشخاص الذي يعانون من مشاكل صحية.